الحمدلله وحده،
من الأخطاء الشائعة مخالفة التواتر العملي الذي اتفقت عليه الأمة قرنا بعد قرن بإحداث هيئة في العبادة لم يعرفها أحد ممن سبق. مثل صلاة العيد بخطبة واحدة.
خطبة العيد خطبتان كالجمعة، وهو قول الأربعة اتفاقاً وأئمة أهل الحديث والأثر وأهل الفقه والنظر ولا يعرف لهم مخالف من المسلمين إلا بأخرة.
– قال الإمام مالك -رحمه الله-:
«الخطب كلها ، خطبة الإمام في الاستسقاء والعيدين ويوم عرفة والجمعة، يجلس فيما بينها، يفصل فيما بين الخطبتين بالجلوس.»
(المدونة)
– قال الإمام الشافعيّ -رحمه الله-:
«السُّنَّةُ أَنْ يَخْطُبَ الإِمَامُ فِي العِيدَيْنِ خُطْبَتَيْنِ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوسٍ»
(الأم)
– وقال إمام الحنابلة في زمانه ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله-:
«وجملته أن خطبتي العيدين بعد الصلاة، لا نعلم فيه خلافاً بين المسلمين .. إذا ثبت هذا فإن صفة الخطبتين كصفة خطبتي الجمعة.»
(المغني)
– وقال الإمام الكاساني الحنفي -رحمه الله- :
«وكيفية الخطبة في العيدين كهي في الجمعة، فيخطب خطبتين يجلس بينهما جلسة خفيفة..»
(بدائع الصنائع)
فعلى هذا جرى عمل المسلمين منذ عهد النبي ﷺ ولا يعرف فيه خلاف بين السلف، قال الإمام أبو محمد ابن حزم -رحمه الله- في (المحلى):
«فإذا سلم الإمام قام فخطب الناس خطبتين، يجلس بينهما، فإذا أتمهما افترق الناس .. كل هذا لا خلاف فيه.»
وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد؛ فإنه يكون خطأ، قاله ابن تيمية رحمه الله.
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي