أنشد الفقيه الأديب أبو الفضل يوسف ابن النحوي (تـ513هـ) -رحمه الله- صاحب القصيدة المنفرجة المشهورة لما ضيق عليه في سجلماسة وفاس:
أَصبَحتُ فيمن لَهُ دِينٌ بِلا أَدَبٍ
وَمَـن لَهُم أَدَبٌ عَارٍ عَنِ الدِّينِأََصبَحتُ فِيهِم غَريبَ الشَّكْلِ مُنْفَرِدًا
كَـبَـيـتِ حَـسَّـانَ فِـي دِيوَانِ سَحنُونِ
وكاد قوله ( كَبَيتِ حَسَّانَ فِي دِيوَانِ سَحنُونِ ) أن يجري مجرى الأمثال، فقد شبّه ابن النحوي حاله بين أهل زمانه بحال بيت في كتاب المدوّنة الكبرى للإمام سَحنون التي جمعها ورواها عن ابن القاسم عن الإمام مالك-رحمهم الله- فمع سعة المدونة فليس فيها من الشعر إلا بيت حسان بن ثابت -رضي الله عنه-، وهو قوله:
وهان على سراة بني لؤي
حريق بالبُويرة مستطير
قال الإمام ابن غازي المكناسي (تـ919هـ) في (تكميل التقييد وتحليل التعقيد) على المدوّنة والشيخ المسند عبد الحيّ الكتاني (تـ1382هـ) -رحمهم الله- في (التراتيب الإدارية):
“وليس في الأمهات شعر إلا هذا البيت.”