دعا السّلطان أبو الحسن المريني فقهاءَ الحضرة الفاسيّة إلى ولِيمَة، وما فيهم إلّا ذُو صلاح ودِين،
– فمنهم مَن قال إنّي صائم،
– ومنهم مَن أكل وقلّل،
– ومنهم مَن أكل الغلّات فقط،
– ومنهم مَن شمّر للأكل عن ساعدَيه،
– ومنهم مَن قال: هاتوا من طعام الأمير على وجه البركة، فإنّي لا أقدر أن آكل الآن.
فسألهم الشيخ أبو إبراهيم الأعرج الورياغلي عن ذلك،
– فقال الأول: طعامُ شُبهة تستّرتُ منه بالصّوم،
– وقال الثّاني: كنتُ آكل بمقدار ما أتصدّق لأنّه مجهول الأرباب، والمُباشِر كالغاصِب،
– وقال الثّالث: اعتمدتُ القولَ بأن الغلاّت للغاصب إذ الخراجُ بالضّمان،
– وقال الرّابع: طعامٌ مُسْتَهْلك تَرتَّبت القِيمةُ في ذِمّةِ مُسْتَهْلِكه فَحَلَّ تَناوُله، وقد مكّنني مِنه فحلّ لي،
– وقال الخامس: طعامٌ مُستَحَقٌّ للمساكين قَدرت على استخلاصه فاستخلصته وأوصلته إليهم، وكان قد تصدّق بما أخذ.
النبوغ المغربي للعلامة عبد الله كنون رحمه الله
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي