سميته غرسية!

قال الإمام الحميديُّ في «جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس» :
(.. ومن عجائب الدُّنيا الَّتي لا تكاد تتَّفق مثلُها أنَّ صاعدَ بنَ الحسنِ اللّغويّ أهدَى إلى المنصور أبي عامر أَيِّلًا، وكتب معه بهذه الأبياتِ:

مولايَ مُؤنِسَ غُربتي مُتخطِّفي :: مِن ظُفْرِ أيَّامي ممنِّعَ مَعْقِلي

عَبْدٌ نَشَلْتَ بضَبْعِهِ وغَرَسْتَهُ :: في نِعمةٍ أَهْدَى إليكَ بِأَيِّلِ

سمَّيتُهُ غَرْسِيَّةً وبعثْتُهُ :: في حَبْلِهِ ليُتاحَ فيه تفَؤُّلي

فلئن قَبِلْتَ لتلكَ أسنَى نِعمةٍ :: أسْدَى بها ذو مِنْحةٍ وتَطَوُّلِ

صَبَحَتْكَ غاديةُ السُّرورِ وجَلَّلَتْ :: أرجاءَ رَبْعِكَ بالسَّحابِ المُخضلِ

فقضى في سابقِ علمِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- وتقديرِه: أنَّ غرسيَّةَ بنَ شانجةَ (García Sánchez) من ملوك الرُّوم -وهو أمنعُ من النَّجمِ- أُسِرَ في ذلك اليومِ بعينِه الَّذي بعثَ فيه صاعدٌ بالأَيِّل، وسمَّاه غَرْسِيَّة؛ تفاؤلًا بأسرِهِ.)

وذكره ابن بسّام وابن الخطيب وغيرهم.

Geen fotobeschrijving beschikbaar.

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي

To top