حمدون وابن زيدون وابن خلدون

حمدون وابن زيدون وابن خلدون وابن حفصون وسعدون وابن عبدون وفتحون ونحوه ..

أسماء أندلسية معروفة الجامع فيما بينها “الواو والنون” المضافة إلى أواخر أسمائهم.

ولطالما كنت أتسائل عن سبب وجود هذه الأسماء عند أهل الأندلس فقط حتى وقفت على هذا النص الذي نقله الونشريسي في “المعيار المعرب” عن أحمد بن محمد الرازى الأندلسى (ت344هـ) في ذكر بعض أخبار ابن حفصون:

“فولد عمر بن جعفر حفصا المعروف بحفصون – أُريد به التكبير

Geen fotobeschrijving beschikbaar.

قال زكي مبارك :

“ما كنتُ أعرف ولا كان غيري من مُدرِّسي الأدب في مصر يعرف كيف يغلب على الأسماء العربية في الأندلس والمغرب وجود مثل زيدون، وعبدون وعيشون، وخلدون، ووهبون، وسعدون، إلخ، وكان الظن أن هذه من صيغ جمع المذكر السالم ثم غَلَبَتْ على أسماء الأفراد؛ ولكن اسمع ما حدثنا به (الموسيو كولان) الأستاذ بمدرسة اللغات الشرقية في باريس: اللغة الأسبانية تضيف إلى أواخر الأسماء لفظ (اون) للتعظيم وقد نقل ذلك العرب عن الأسبان حين اتصلوا بهم في الأندلس فقالوا في زيد (زيدون) وفي وهب (وهبون) وفي عيش (عيشون) إلخ… وقد جاء عند لسان الدين بن الخطيب عمن اسمه حفص ما معناه: لقد كان مكتفيا باسمه حفص، فلما أَيْسَرَ واستغنى تطاول واستكبر وسمى نفسه (حفصون)؛ ومن أمثال أهل المغرب : “إيلا حتاجو للكلب، يسميوه سيدي كلبون” ( إن كان لك عند الكلب حاجةٌ فقل له يا سيدي كلبون).”

وقال عبد السلام محمد هارون:

” وأهل المغرب والأندلس يتسمون بزيدون وحَمْدون وفتحون ورحمون وحسُّون وحفصون وسمحون، وتعليل هذه التسمية قد يرجع إلى إرادة التفخيم بصيغة كصيغة الجمع أو هو مَطْلٌ أي في الإعراب مع التنوين، وتُعرب هذه الأسماء إعراب ممنوع من الصرف، وفي الأشموني – شرح الألفية 3/263 – أن أبا علي يمنع صرفها للعلمية والعجمة ويرى أن حمدون وشبهه من الأعلام المزيد في آخرها واوٌ بعد ضمة ونون لغير جمعية لا يوجد في استعمال عربيٍَ مجبولٍ على العربية بل في استعمالِ عجمي حقيقة أو حكما فألحق بما مُنع صرفه للتعريف والعُجمة المحضة وهذا أيضا من النصوص النحوية النادرة.”

كناشة النوادر (2/25)

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي

To top