من المعلوم أن كلمة “هم رجال ونحن رجال” صارت مطيّة يركبها من يريد أن يردّ أقوال الأئمة والفقهاء المتقدّمين، ومَن يُريد أن يُمرّر آراءه الشّاذة وأقواله الضّعيفة واختياراته الغريبة.
وهؤلاء أورع وأتقى إن قورنوا ببعض المتعالمين بأخَرَة، فقد تطور الأمر حتى غدا بعضهم لا يتعاملون فقط بالنّدّية والمساواة مع الأئمة الفحول، ولكن يجعلون أنفسهم في مرتبة إشرافية عليهم فيقيّمون كتبهم ويصحّحون كلامهم على غير هُدى ولا بصيرة، فتجد محقق كتاب يقول في حاشية كتاب فقهي، وهذا لادليل عليه، والحقيقة أن المحقق جَهِل الدّليل ولم يقف عليه.
الأصل في التعامل مع كلام العلماء والفقهاء أنك إن وقفت على ما لا تُدركه من كلامهم فاتّهم نفسك بقلّة الفهم والاطلاع وانسب القصور إلى علمك لا إلى أئمة الشأن رضي الله عنهم… عندئذ يفتح الله عليك وينيلك من بركة علومهم.
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي