أولا: قد صرح الإمام أحمد بحجية الإجماع وتحريم مخالفته في غير ما موضع وأنكر اختراع الأقوال.
ثانيا: بيان معناه من كلام أئمة الحنابلة:
– قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في آخر (شرح الترمذي):
[وأما ما روي من قول الإمام أحمد: “من ادعى الإجماع فقد كذب” فهو إنما قال إنكارا على فقهاء المعتزلة الذين يدّعون إجماع الناس على ما يقولونه، وكانوا أقل الناس معرفة بأقوال الصحابة والتابعين.]
– وقال شمس الدين ابن القيّم الحنبلي -رحمه الله-:
[وليس مراده – أي: الإمام أحمد – بهذا استبعاد وجود الإجماع، ولكن أحمد وأئمة الحديث بُلُوا بمن كان يرد عليهم السنة الصحيحة بإجماع الناس على خلافها، فبين الشافعيّ وأحمد أن هذه الدعوى كذب، وأنه لا يجوز رد السّنن بمثلها].
(مختصر الصواعق)
الخلاصة: قالها رحمه الله ردّا على المعتزلة وأهل الأهواء في ادعائهم الاجماع لرد السنّن ولم يُرِد بقوله ردَّ الإجماع الذي ينقله فقهاء أهل السنة.
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي