من عناية أهل الإسلام بالشفا

من عناية أهل الإسلام بكتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضي عياض أن جماعة من الملوك والسلاطين بالمغرب والمشرق كانوا يوقفون الأوقاف على المشتغلين بكتاب الشفا إقراءً وسردًا.

وكان بعض المُحبِّسين ينص في الوقف على إقراءه كل يوم والدعاء بعد القراءة للمؤلف والواقف.

ومن ذلك أن بعض صلحاء فاس رأى في المنام السّلطان أبا عنان المريني بحالة حسنة فقال: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي وأدخلني الجنة، فقال له: ولم ذلك؟ قال بتحبيسٍ على قراءة الشفا لعياض بجوامع فاس.

ومنهم سلطان بني حفص بتونس أبو فارس عبد العزيز الحفصي أوقف على قراءة كتاب صحيح البخاري في كل يوم بعد صلاة الظهر بجامع الزيتونة وكتاب الشفا والترغيب والترهيب بعد العصر.

ويذكر أن سلطان المغرب أبا الربيع سليمان بن محمد نسخ الشفا بنفسه ثلاث مرات حيث كان محبا ملازما له، لا يفارقه في ليله ونهاره.

وكذلك حُكي عن السلطان صلاح الدين الأيوبي أنه رتب في محله قارئا يسرد الشفا.

واشتهر سلاطين آل عثمان بعنايتهم الخاصة الفائقة بكتاب الشفا.

رحم الله القاضي عياض، ورحم كل من اعتنى ببيان فضل النبيّ وحقوقه.
وصلى الله وسلم على رسول الله.

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي

To top