من المغالطات المنتشرة على هذه المنصّات أنك كلما طرحت مسألة أو ناقشت قضية رفعوا لك لافتة “لا تُعَمّم”. مع أنك لا تريد التّعميم ولا تقصده، والعاقل يفهم هذا بداهة.
التّعميم في الخطاب من غير قصده لغة النّاس جميعا؛ لا يعقل أن تقول: “إنما يؤتى المسلمون من قِبَل أنفسهم” فيقول مُدّعي الإنصاف: إيه ولكن فينا كثير من أهل الصلاح. ومتى حصل نفي هذا ؟
ومدح شخص في جانب لا يعني أنك قد رضيت عن جميع صفاته وأقواله وأفعاله، فلستَ مُضطرّا لتقول ” وبالطّبع أنا أختلف معه في أشياء” ، أو “لا تعجبني بعض تصرّفاته” ، فليس من المروءة والدّيانة عند الثناء على شخص أن تستدرك هذا الاستدراك البارد، ولا يلجأ الإنسان إلى هذا (ولا حاجة أن أقول هنا -في الغالب-) إلا في بيئة سيئة الفهم والظّن.
قال شيخ الإسلام تقي الدّين ابن تيمية رحمه الله:
(من فصيح الكلام وجيده: الإطلاق والتّعميم عند ظهور قصد التّخصيص والتّقييد،
وعلى هذه الطّريقة:
– الخطاب الوارد في الكتاب والسّنّة
– وكلام العلماء،
– بل وكل كلام فصيح،
– بل وجميع كلام الأمم،
فإن التعرّض عند كل مسألة لقيودها وشروطها:
– تعجرف،
– وتكلّف،
– وخروج عن سَنن البيان،
– وإضاعة للمقصود
– وهو يُعَكِّر على مقصود البيان بالعكس.)
(كتاب تنبيه الرّجل العاقل على تمويه الجدل الباطل)
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي