نعزي أنفسنا وأمة الإسلام، في وفاة العَلَم الإمام، بقية السّلف الشهير، والجِبهذ النِّحرير، علاّمة مُرَّاكُش وبهجتها، وخزانة معارفها ومُهجتها؛ مولاي أحمد (أبا عبيدة) المحرزي المراكشي
كان ببيت الله وحرمه مُتعلّقا، ولأجلها غدا بين مراكش ومكّة مُتنقّلا، درّس وأفاد وأفتى، وتميّز في فنون شتى، قِبلة العلماء في عويص اللّغة ومشكلاتها، والقراءات وعلومها، صدّاعا في قوله، معتمدا على الله في قوّته وحوله، متوقد الذكاء والنّباهة، وقورا مهيبا ذا طُرفة ودعابة،
كان متمسكا بالسّنن والآثار ، سالكا طريق السّلف الأخيار، واصلا الليل بالنّهار في مطالعة الكتب والأسفار، متابعا لجديدها باحثا عن نفيسها، لم ينقطع عن تحصيل العلم وتعليمه، وتوضيحه وتفهيمه،
عمّر رحمه الله دهرا طويلا وأفاد، مثابرا في جد واجتهاد، مُعلما الآباء والأبناء والأحفاد، مُتقنّعا بالقناعة والعفاف والنّزاهة والكفاف.
لا تمل مُجالسته لطِيب معشره وغُرر فوائده ولا تسأم من بديع حديثه ولطيف فرائده.
إن عُدَّت العلماء فهو إمامُهم :: شهدت له بفضائل ومآثرِ
قد حازَ أنواع المعالي جملةً :: بوراثةٍ من كابرٍ عن كابرِ
سعدت بسيرة فضله أوقاته :: مسرى النَّسائم في رياضٍ أزاهرِ
رحم الله شيخنا الجليل رحمة واسعة، وغفر له، وأحسن إليه، وأجزل له المثوبة والعطاء، وأعلى قدره في العليّين، وبارك له في ذريّته وطلاّبه.
أورده الله موارد الإحسان وتغمده بالغفران وعوّض الله الأمة وأخلف على المسلمين خيرا.
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي