أنشأتُ هذه القصيدة المُخمسّة أيام الحجر الصّحي بعد إصابتي بالكوفيد عافانا الله وإياكم من كل بأس، وهي محاولة قاصرة في مدح الجناب النبوّي الشّريف ﷺ ،
ما بالُ جِسمَكَ طُولَ الدّهرِ فِي دَنَفِ :: قُل لِي فِإنّ الجَوَى فِي الرّوح غَيرُ خَفِي
فَقَالَ عِند امْتِزَاجِ الدَّمْعِ بالصُّحُفِ :: قَلْبِي بِقُبَّتِكَ الْخَضْرَاءِ ذُو كَلَفِ
إِنِّي أُحِبُّكَ مِنْ قَلْبِي تَجِيءُ وَفِي
أبعد ما صار مخفيُّ الهوى عَلَنًا :: وَشَاقني أدعجٌ قد زُجَّ دُونَ قَرَنْ
ولم أذق منذ كوفيدِ البلا وَسَنًا :: عُوفِيتُ لَمَّا أَتَى ذِكْرُ النَّبِيِّ وَمَنْ
يَاتِيهِ ذِكْرُكَ يَا خَيْرَ الْأَنَامِ شُفِي
طوبى لمن بهُداكَ الحقَّ قد علموا :: وخاب كلّ حقود فالنبِّيْ حرمُ
هيهاتَ يبلُغُ قَولُ النّاسِ قَدْرَكُمُ :: أَنَّى تَرُومُ قَوَافِي الشِّعْرِ مَدْحَكُمُ
لاَ الشِّعْرُ يَكْفِي وَلاَ نَثْرُ الْقُرُونِ يَفِي
أَكْرِم بِه مِن رَسُولٍ فَهُو أنفَسُهُمْ :: وَلَم يَزَلْ بِكَمَالِ اللُّطْفِ يُرْشِدُهُم
أَزكَاهُمُ مَحْتِدًا حَقًّا وأَكْمَلُهُمْ :: سُبْحَانَ ذَاكَ الَّذِي أَسْرَى بِكُمْ فَبِكُمْ
يُهْدَى إِلَى الْحَقِّ ذُو جَهْلٍ وَ ذُو صَلَفِ
وَزَادَهُ مِن كَمَالِ فَضْلِهِ كرمًا :: حَاطَ الوُجُودَ بِجُودٍ عَمَّ كُلّ زَمَنْ
أَقَمْتَ شَرْعًا قَوِيمًا فَاقَ كلّ فَنَنْ :: لَوْلاَكَ مَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْهُدَى أَبَداً
وَلاَ بَدَا الْعِلْمُ فِي صَدْرٍ وَلاَ صُحُفِ
قَوَّاهُ فِي حَمْلِ مَا عَلَيهِ قَد نَزَلَا :: وَعَلّمَ الخَيرَ لا عَجْزًا وَلا كَسَلا
لَولَاك مَا اسْتَنْبَطَ الأحكَامَ مَن مَثُلا :: وَلاَ اهْتَدَى مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَلَا
رَأَى الْهُدَى حَنْبَلِيٌّ قَطُّ أَوْ حَنَفِي
لَو يَجْمَعُ اللهُ عَقلَ سَائرِ العُقَلا :: مَا جَازَ أَجْمُعُهُ مَا أَحْمَدٌ عَقِلا
لَولاكَ ما رُوِيَ الإسنادُ مُتَّصِلا :: وَلاَ سَرَى الْفِقْهُ فِي أَهْلِ الْعُلُومِ وَلَا
أهْلُ الْحَدِيثِ سَعَوْا فِي رَوْضِكَ الْأُنُفِ
وَلا احْتَفَى مُسْلِمٌ بِالمُسْنِدِينَ وَلَا :: سُفيانُ وابنُ رُشَيدٍ بَيّنُوا العِلَلا
وَلَا أَقَام فَقِيهٌ دَرْسَهُ بِسَلَا :: وَلاَ تَصَوَّفَ أَصْحَابُ الْجُنَيْدِ وَلاَ
دَعَا إِلَى سُنَّةٍ بَيْنَ الْوَرَى سَلَفِي
فكُلُّهُم مِن رَسُولِ الله مُغترفُ :: وكلهم بنبيّ الله قد شُغِفُوا
وكلهم بخليل الله قد شَرُفُوا :: مُسْتَمْسِكُونَ بِكُمْ، كُلٌّ لَهُ طَرَفُ
يَا حَبَّذَا طَرَفُ الْمُخْتَارِ مِنْ طَرَفِ
بِصِدِقِ حُبِّيَ لِلمَحْمُودِ مَغْفِرَةً :: رَبِّي رَجَوتُكَ وَامْحُ عَنِّي مَعْصِيةً
أَقِل عِثَارِي بِسُحْب الخَيرِ مُرْسَلَةً :: صَلَّى عَلَيْه الَّذِي أَوْلاَه مَنْزِلَةً
أَزْرَتْ بِأَعْلَى أَعَالِي الْمَجْدِ وَ الشَّرَفِ
اللهم ارزقنا شفاعة الحبيب المصطفى ﷺ
الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي