ما معنى: إذا صح الحديث فهو مذهبي ؟

– من قصد الإمام أبو حنيفة – رحمه الله بقوله: «إذا قلت قولاً وكتاب الله يخالفه، قال: اتركوا قولي لكتاب الله» ؟

قال العلامة ابن عابدين: «ولا يخفى أن ذلك لمن كان أهلا للنظر في النصوص ومعرفة محكمها من منسوخها.»

( حاشية ابن عابدين على الدر المختار)

– من قصد الإمام الشافعي -رحمه الله- بقوله: «إذا صح الحديث خلاف قولي، فاعملوا بالحديث واتركوا قولي» ؟

قال الحافظ ابن الصّلاح الشافعي:

«ليس العمل بظاهر ما قاله الشّافعي، فليس كلّ فقيه يسوغ له أن يستقلّ بالعمل بما رآه حجة من الحديث.»

(المجموع شرح المهذب)

‏وقال ابن الجمّال الشافعي:

«نهيُ الشافعي عن تقليده وتقليد غيره إنما هو لمن بلغ رتبة الاجتهاد.»

( فتح المجيد في أحكام التقليد )

وقال الإمام النووي الشافعي -رحمه الله-:

«وهذا الذي قاله الشافعي ليس معناه أنّ كلّ واحد رأى حديثا صحيحًا قال: هذا مذهب الشافعي وعمل بظاهره، وإنّما هذا فيمن له رتبة الاجتهاد في المذهب على ما تقدّم من صفته أو قريب منه وشرطه: أن يغلب على ظنّه أنّ الشافعي لم يقف على هذا الحديث أو لم يعلم صحته، وهذا إنّما يكون بعد مطالعة كتب الشافعي كلّها ونحوها من كتب أصحابه الآخذين عنه وما أشبهها

وهذا شرط صعب قلّ من يتصف به، وإنّما اشترطوا ما ذكرنا، لأنّ الشافعي ترك العمل بظاهر أحاديث كثيرة رآها وعلمها، لكن قام الدليل عنده على طعن فيها أو نسخها أو تخصيصها أو تأويلها أو نحو ذلك.»

( مقدمة المجموع)

Geen fotobeschrijving beschikbaar.

من قصد الإمام أحمد -رحمه الله – قوله: «إذا قلت قولاً وكتاب الله يخالفه، قال: اتركوا قولي لكتاب الله» ؟

قال الإمام أبو العباس ابن تيمية:

«وأما مثل مالك والشافعي وسفيان؛ ومثل إسحاق بن راهويه وأبي عبيد، فقد نص – أي الإمام أحمد – في غير موضع، على أنه لا يجوز للعالم القادر على الاستدلال أن يقلدهم.

وقال: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكًا ولا الشافعي ولا الثوري.»

( مجموع الفتاوى )

قال الإمام مالك رحمه الله: «كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر» لا يقصد بها أن الكل يرد!

قد قال الإمام القرافي:

«وكثير من فقهاء الشافعية يعتمدون على هذا يعني قول الإمام الشافعي (إذا صح الحديث …) ويقولون: مذهب الشافعي كذا لأن الحديث صح فيه، وهو غلط !! لأنه لا بد من انتفاء المعارض، والعلم بعدم المعارض يتوقف على من له أهلية استقراء الشريعة حتى يحسن أن يقال لا معارض لهذا الحديث، أما استقراء غير المجتهد المطلق فلا عبرة به فهذا القائل من الشافعية ينبغي أن يحصل لنفسه أهلية الاستقراء قبل أن يصرح بهذه الفتيا.»

(شرح التنقيح)

وقال أبو بكر المالكي في ترجمته لأسد بن الفرات:

«والمشهور عن أسد رحمه الله أنه كان يلتزم من أقوال أهل المدينة وأهل العراق, ما وافق الحقَّ عنده , ويحقُّ له ذلك – لاستبحاره في العلوم، وبحثهِ عنها، وكثرةِ من لقيَ من العلماء المحققين .»

(رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وافريقية صـ 263)

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي

To top