الأعلم الشنتمري

من الكتب المعتمدة التي يحرص على حفظها أهل شِنْقِيط في شعر العرب كتاب “أشعار الشعراء السّتّة الجاهليين”، وهي اختيارات لجملة من أبلغ قصائد الشعر لفحول الشعراء الجاهليين السّتّة، اختارها العلامة أبو الحجاج الأعلم الشنتمري نسبة إلى شَنْتَمَرِيّة الغرب (Santa Maria Algarve) التي تُعرف اليوم بمدينة فارو (Faro) في جنوب البرتغال، وقد شرحه العلامة أبو بكر البطليوسي (نسبة إلى مدينة (بطليوس) (Badajoz).

Geen fotobeschrijving beschikbaar.

كان الشنتمري إماما من أئمة النحو في عصره واسع الحفظ والاتقان للأشعار ومعانيها، وإليه كانت الرحلة في طلب علوم اللغة، ولذا حرص المعتضد أمير إشبيلية أن يتولى الشنتمري تدريس ابنه المعتمد -رحمه الله-، وكان ذلك من أسباب براعته حتى قال فيه الفتح ابن خاقان في قلائد العقيان:«لم يتعطّل يوماً كفُّه ولا بنانه، آونة يراعه وآونة سنانه»، فسبحان من أعزّ وأدَال وأذّل وأزَال.

وإنما قيل له “الأعلم” لأنه كان مشقوق الشفة العليا شقاً فاحشاً. ومن كان مشقوق الشفة العليا يُقال له أعلم، ومشقوق الشفة السفلى يُقال له أفلح، وفي ذلك يقول الزمخشري -رحمه الله-:

مُذ أفلح الجُهّال أَيقنتُ أنّني :: أنا المِيمُ والأيّام “أفلحُ” “أعلمُ”

فيقول أنه وحيد دهره الذي لم تَجُدِ الأيَّام بمثله فيُشبّه نفسه بحرف “الميم” التي يعجز عن نطقها مشقوق الشفة.

قال أبو الحسن ابن شريح الإشبيلي خطيب جامعها:

«مات أبي أبو عبد الله محمد بن شريح يوم الجمعة منتصف شوال سنة ست وسبعين وأربعمائة (476هـ/1084م)، فسِرت إلى الشيخ الأستاذ “أبي الحجاج الأعلم”، فأعلمته بوفاته فإنهما كانا كالأخوين محبة ووداداً، فلما أعلمته انتحب وبكى كثيراً واسترجع ثم قال: ( لا أعيش بعده إلا شهراً ) فكان كذلك.»

[وفيات الأعيان]

Geen fotobeschrijving beschikbaar.

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي

To top