حول كتاب (أصول الفقه على منهج أهل السنة)

عندما يذكر الكاتب ترجيحاته وتقريراته الشخصيّة وما انتهى إليه نظره في بعض أبواب العلم فأمره هيّن إن كان ذا أهلية.

لكن أن يستحدث الكاتب مسلكًا جديدا في النّظر ويجعل تقريره هو منهج أهل السنة، بينما يحكم على أصول أئمّة السّلف وسادات الفقهاء أنها”محض آراء لا طائل من ورائها” و”شبه وخرافات” و”تحتاج إلى إعادة نظر” فهي الدّاهية الدّهياء والمصيبة الصّماء.

نعم، من أراد أن يُجدد الكتابة في أصول الفقه فليفعل، لكن “وفق ما دلت عليه تصرفات الأئمة باستقراء مناصيصهم واستنطاق فروعهم، لا أن ندَّعيَ التصنيف في أصول الفقه على منهج سنِّيٍّ بما نستحدثه نحنُ من مقرَّراتٍ ومسالك.

نحن بحاجةٍ إلى «أصولِ فقهٍ» تُصنَعُ على عين مناهج الفقهاء المتقدمين، أصولٍ يُلاحَظ في تحصيلها تصرُّفُ الفقهاء ونظرُهم .. فمَن أراد تجديد هذا العلم فليُعِدْه إلى حاضنة أئمة الفقهاء، ولْيحكُمْه بنصوصهم وتصرفاتهم، وليجعل من مادته محرَّرَةً بنصوصهم وما دلَّت عليه فروعهم، وليكن نظره في الكتب الأصولية محكومًا بهذا القصد، ثمَّ لْيترك كلَّ شيءٍ إلى موضعه”

الشيخ إلياس الرشيد اليوسفي

To top